. . . عـنـدمـا تـتـحـرر الـكـلـمـات مـن قـيـود الـصـمـت ..وتـتـجـمـع الـحـروف الـمـتـنـازعـة بـداخـلـهـا .....حـيـنـهـا ... تـحـكي خـواطـراً كـانـت مـأسـورة خـلـف جـدران الـحـيـاة ...... لـتـنـطـلـق إلـى الأفـق .. .......لـتـصـبـح صـــدى .. لـــ أسير الخواطر ..
الخميس، 9 سبتمبر 2010
الجمعة، 30 يوليو 2010
أنــــــــــــــا ....
ما أنا إلا ذرة صغيرة تسير في مدار الأدب ...
ما أنا إلا شطر صغير في دنيا الخواطر ...
ما أنا إلا كلمة نُحتت في سطر على صفحة حياة لا يؤمن مصيرها ...
ما أنا إلا غرفة صغيرة في قرية وقعت في قارة كبيرة ...
ما أنا إلا جزء من ثانية من بين ثواني ودقائق وساعات هذا القرن ...
ما أنا إلا قطرة في بحر ...
ما أنا إلا رملة في صحراء ...
ما أنا إلا خطوة على طريق امتد إلى ملايين الأميال ...
ما أنا إلا رقما من بين أرقام وأعداد لا حصر لها ...
ما أنا إلا إنسان كأي إنسان .. كتب مصيره وكتبت قصة حياته قبل أن يخلق .. وهو الآن يقرأ وينفذ واقع هذه القصة ...
ما أنا إلا إحساس من بين مليارات الأحاسيس الصادقة ...
ما أنا إلا حبر قلم يكتب على أوراق هذه الحياة ...
ما أنا إلا وريد في جسم المشاعر النيرة ...
ما أنا إلا خاطرة كتبت وأخرجت من القلب لا من العقل ...
ما أنا إلا أسيراً لكلمات ربطت وثاقي رغماً عني ...
أنا أسييييييييييييييير الخواطر ...
قد أسرت من أسرت بخواطري ...
ودمعت أعين الكثير بصدق مشاعري ...
وألقيت نفسي في بحر الخواطر ...
فأصبحت أصول وأجول في أعلاه ...
لكن هدفي أن أصل إلى أعماقه ...
كي أنزع أجزاءاً بسيطة من شعبه ...
وأضعها في متحف الأدب ...
تظل شامخة في حياتي ...
وأفخر بها ...
ويذكرها الآخرون بكل خير ...
بعد رحيلي ...
مع هذا كله فلن استغن عن أصلي ...
فما أنا إلا مواطن في دولة أحببتها ...
عشقتها ...
أهتف بها ...
أشيد بها ...
تشيد بها كل دولة ...
منبع الإسلام ...
قلب الإيمان ...
مهبط الوحي ...
قبلة المسلمين ...
بكل بساطة ...
ما أنا إلا ...
إنسان ...
بشر...
شخصية ...
تُـــدعى عبد الله الحربي ...
السبت، 17 يوليو 2010
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
الحمد لله الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، الحمد لله منزل الغيث ومُجَمِّع الغيوم ، الذي خلق السماوات والأرض وأبدع في خلق الكون ، القائل في محكم التنزيل { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } فسبحان الذي أبدع الخلق ، وأبدع في تصوير الإنسان فجعله في أحسن تقويم ، ثم الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من أبدع في تأدية الرسالة ، وترك الأمة الإسلامية على محجةٍ بيضاء نقية ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ، محمدٌ r وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن اتبع هداهم إلى يوم النبأ العظيم .. أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يتساءل القاريء ويقول : لماذا اختار الكاتب هذه الآية الكريمة لتكون اسماً لهذا الكتاب ، وسوف تكون إجابتي على شكل قصة : لقد كنت طيلة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في المدينة المنورة مجاوراً لمسجد رسول الله r ، في عصر أحد تلك الأيام المباركة وأنا في الحرم النبوي الشريف كنت مشغولاً بقراءة سورة البقرة حتى وصلت إلى الآية رقم 117 من هذه السورة حيث قال الله تعالى {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ، واستمريت في قراءة الآيات التي بعدها ، ولكن بدأت ألاحظ على نفسي أنني أقرأ الآيات بلساني فقط ، أما ذهني فيدور فيه تلك الآية : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ، فرجعت إلى تلك الآية الكريمة فبدأت أكررها مرَّاتٍ عديدة ، وأنا مستمر بتكرارها بدأت أشعر بقشعريرة في جسدي ، بدأت من أصابع قدمي ومن ثم صعدت إلى أعلى جسدي بالتدريج حتى وصلت إلى عيناي ، ثم خرجت هذه القشعريرة من عيناي على شكل دموع ، سبحان الله العظيم ، ما سر هذه الآية ؟ وما معناها ؟ وماذا قال المفسرون عنها ؟وما هي أثرها وأثر تلك الآيات الكريمة على قلب كل من يتدبر القرآن ،سبحان الله العظيم ، ألم يقل الله عز و جل في القرآن الكريم في سورة الزمر (الآية 23 ) {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }؟... فخطر في بالي أن أبحث عن تلك الآية والتي سميتها بـــ( آية الإبداع ) ما بين كتب التفاسير وكتب معاني الكلمات وكتب العلماء وطلبة العلم ومواقع الانترنت الإسلامية وبعض الاجتهادات الشخصية لكي أقوم بإنتاج هذا الكتاب ، والحمد لله الذي أعانني على ذلك في جمع تلك المعلومات القيمة وإخراج هذا الكتاب وتوزيعه على الأهل والأصدقاء..
معنى البديع :
نقول اللغة إن الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء أو إقتداء ، والإبداع في حق الله تعالى هو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان ، وليس ذلك إلا لله تعالى ، والله البديع الذي لا نظير له في معنيان
المعنى الأول : الذي لا نظير له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في مصنوعاته فهو البديع المطلق ، ويمتنع أن يكون له مثيل أزلا وأبدا .
والمعنى الثاني : أنه المبدع الذي أبدع الخلق من غير مثال سابق
وحظ العبد من الاسم الإكثار من ذكره وفهم معناه فيتجلى له نوره ويدخله الحق تبارك وتعالى في دائرة الإبداع ، ومن أدب ذكر هذا الاسم أن يتجنب البدعة ويلازم السنة.
بديع السماوات والأرض ( في الكتاب والسنة):
يوصف الله عَزَّ وجَلَّ نفسه بأنه { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } و من فيهن ، وهي صفةٌ ثابتةٌ له سبحانه بالكتاب والسنة .
من الكتاب العظيم : 1) قولـه تعالى : {بَدِيعُ السماوات وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[1] 2) قولـه : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُل شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}2
ومن السنة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمع النبي r رجلاً يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك ، المـنان ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام ، فقال : ((لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا سُئِلَ به أعطى ، وإذا دُعِيَ به أجاب)). حديث صحيح.رواه : الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه واللفظ له. ((صحيح سنن ابن ماجه))
المـعـنـى :
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في ((التفسير)): { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي : خالقهما ومبدعهما في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم وقال أيضاً الشيخ في كتاب ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير الكلام المنان ) عن معنى تلك الآية : أي خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سبق .
وقال ابن منظور في مادة (ب د ع) : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي : خالقها ومبدعها ، فهو سبحانه الخالق المخترع لا عن مثال سابق
.
رأي والدي في الإبداع :
في يوم من الأيام كتبت رسالة إلى والدي ، ليخبرني فيها عن الإبداع ، ولكي يشاركني برأيه في هذا الكتاب ، فكان نص تلك الرسالة :
إلى والدي العزيز :
الإبداع لا يتم إلا عن طريق خطوات متتالية وكل خطوة لا بد لها من إبداع حتى تصل إلى الخطوة التي بعدها ، وبعد اكتمال هذه الخطوات يتكون لنا إبداع شيء معين يبقى في التاريخ لا يُمحى أبداً ......
والدي العزيز :
أريد منك إبداعاً واحداً من إبداعاتك ، لكي تكتب لي ( تعليق ) عن تلك المقولة السابقة التي قام بكاتبتها ابنك أسير الخواطر وتكتب لي أيضا عن الإبداع وما رأيك في كلمة إبداع ؟؟ ولكي يكون موضوعاً أساسياً من مواضيع كتاب{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }.....
ومنكم نستفيد ولك جزيل الشكر والتقدير
فتقبل أبي تلك الرسالة وتفضل مشكوراً بالرد عليها فكان رده هو :
الإبداع هو إيجاد شيء من واحد لا يقدر على تحقيقه آخر ، وبعد إيجاده تتحدى الآخرين من إيجاد مثل ما أوجدت ، ويكفيك أن هذا السقف المرفوع بلا عمد مليء بالملائكة وهم يسبحون بحمد من أبدعهم وأوجدهم ... حقاً ... هو الله {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ، بديع الخلق جميعاً ، أبدع في كل خلقه ، وقدَّر كل شيء بعلمه ، فهو البديع لما أبدع ، وهو الأبدع لما بدع ، { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}*...................
سبحان من أبدع مخلوقه في القرآن فأبدع في حفظه وحسن ترتيله.
سبحان من أبدع مخلوقه في التاريخ فأبدع في حفظ وشرح السيرة النبوية .
سبحان من أبدع مخلوقه في دراسة الأرض فأبدع وأصبح من علماء الأرض.
سبحان من أبدع مخلوقه في الطب فأبدع فيه فأصبح طبيباً معروفاً في مجاله.
سبحان من أبدع مخلوقه في مجال الشعر فأصبح شاعراً وأصبحت أبياته تدرس في المدارس.
سبحان من أبدع مخلوقه في مجال الكتابة فأصبحت كتاباته تشهد له بالخير والصلاح.
سبحان من أبدع مخلوقه فأبدع في اختراع وابتكار الأشياء لتصبح ضرورة من ضروريات الحياة التي لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها.
سبحان من ...... وسبحان من ..... وسبحان من ......
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ، لو تأملت كلمتي{ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ، وقُمت برسم دائرة فكتبت في وسطها ( الأرض ) ، وفي خارجها كلمة السماوات ، وسألت نفسك ماذا يوجد بين السماوات والأرض ؟ ستجد أن إبداعات الخالق كثيرة جداً لا نستطيع حصرها فمنها : خلق البشر ... خلق الحيوانات ... البحار ... الأنهار ... المحيطات ... الصحاري ... الأمطار ... الثلوج ... البرد ... اختلاف الأحوال الجوية في الكرة الأرضية ... الشمس ... القمر ... النجوم ... الكواكب ... الأشجار ... الدواب ... كمال الأعضاء ... جمال الوجه ... الخَلق و الخُلق الحسن ... النور الموجود في وجه المؤمن .... قرب البعيد ... نطق الحديد ... نمو الأشياء من باطن الأرض .............. إنها جميعاً وغيرها من إبداعات الخالق التي لا تعد ولا تحصى {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }*... سبحان الله العظيم ..... حقاً ..... تستحق لها الدمعة أن تسير على الخد عند سماع { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }.
لأسير الخواطر مقولة دائماً يرددها بين الناس يقول فيها :
خُذِِ العِضَةْ والعِبْرَة مِنْ القَصَصْ التي تقرؤها أو القَصَصْ التي تَسْمَعُهَا فلرُبَّما قَدْ يأتي يومٌ وأتمنى ألا يأتي ذلك اليوم الذي قد تكونَ فِيهِ أَنْتَ العِبْرَةْ .
والآن لأسير الخواطر مقولة في الإبداع يقول فيها :
الإبداع لا يتم إلا عن طريق خطوات متتالية وكل خطوة لا بد لها من إبداع حتى تصل إلى الخطوة التي بعدها، وبعد اكتمال هذه الخطوات يتكون لنا إبداع شيء معين يبقى في التاريخ لا يُمحى أبداً ......
حبيبي الغالي :
إنَّ ثلاث كلمات فقط من كلمات الله عز وجل من القرآن الكريم كونت لنا هذا الكتاب المتواضع ، ولم أستطع أن أجمع كافة المعلومات الكاملة عن هذه الكلمات الثلاث ، والتي هي صفة من صفات الله ومن أسماء الله تعالى ، هل تعرف لماذا ؟؟ الإجابة ستجدها في هذه الآية الكريمة حيث أن الله تعالى قال { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } وقال عز وجل في آية أخرى { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }2
فهنيئاً لمن تدبر آيات القرآن ، وشَنَّفَ3 سمعه بسماع خير الكلام ، فإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه ليعلو ولا يُعْلى عليه ، وهو حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا لخدمة كتابه الكريم على الوجه الذي يرضاه لنا ، وأن يجعلنا من المتدبرين بالقرآن حق التدبر ، وأن يرزقنا تلاوته في الليل والنهار إنه سمع مجيب الدعاء.
تحيات الكاتب : عبد الله بن حميد الحربي
من كتابه : (بديع السموات والأرض )
أنشر تؤجر
[1] سورة البقرة ( 117 )
2 سورة الأنعام ( 101 )
* سورة النحل ( 1 )
* سورة النحل ( 18 )
2 سورة لقمان ( 27 )
3 شنف: الشَّنْفُ: الذي يلبس فـي أَعلـى الأُذن، بفتـح الشين .